/ الفَائِدَةُ : (143) /
05/05/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عَقَائِدُ دِّين الإِسلام شاملةٌ لجميع العوالم وكَافَّة المخلوقات غير المتناهية / إِنَّ أَحد دلالات شرف العَقَائِد وخطورتها أَنَّها ليست مختصَّة بدار الدُّنيا بنَشَآتِها الثلاث ـ الدُّنيا الأُولى ، والبرزخ ، وآخرة الدُّنيا (الرَّجعة) ـ ، بل تشمل جميـع العوالم وكَافَّة مخلوقاتها غير المتناهية ، وأَبَدِيَّتها بتأبيدها ، ومن ثَمَّ عُبِّر عنها في بيانات الوحي بـ : (الفقه الأَكبر) ، في قِبَال (الفقه الأَصغر) ؛ وهو فقه الفروع ، وإِن كان سداد وسلامة أَحَدُهُمَا بالْآخَر ، فهما جناحان لا يطير المُكلَّف إلى عَوالمِ الكمال إلَّا بمَعِيَّتِهما . هذا ، ولكن : زعمت بعض المدارس الحشويَّة من غير أَتباع مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّها من مُخْتَصَّات عَالَم الدُّنيا ، فعدم إمكان رؤية الذات المُقدَّسة ـ مثلاً ـ الوارد في بيان قوله تعالى : [لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ](1) ، وبيان قوله تقدَّس ذكره : [قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي](2) من مُخْتَصَّات عَالَم الدُّنيا الأُولى ؛ تمسُّكاً بظاهر ما دلَّ على حصول لقاء العبد لِرَبِّه حالة الموت وعرصات القيامة . لكنَّ : ما يقتضيه التحقيق ؛ من خلال الجمع بين بيانات الوحي ، ومن باب حمل المتشابه على المُحْكَم ؛ كقوله تعالى : [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ](3) : أَنَّ المراد به : رؤية الْمُمَثِّل عنه سبحانه وتعالى ، كـ : ( طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصاعدة ) ، و ( ملك الموت وجنده ) . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَنعام : 103. (2) الأعراف : 143. (3) الشورى : 11